• info@ma.org.sa
  • 966530329091

أثر الكلمة في الانتشار الإعلامي

16 مايو، 2022

لا شك بأنك قد واجهت يومًا كلمة أو تعبيرًا انتشر في فضاء الإعلام انتشارًا واسعًا دون سبب واضح، أو لاحظت أثر كلمة نُشرت كانت سببًا في تفريج هم لمديون، أو دعوات تتوالى على ميتٍ لم يكن اسمه معروفًا في حياته، أو حتى تجارة كاسدة أصبحت رابحة بعد كلمات بسيطة بُثّت في مقطع تداوله الناس..

لو حاولنا الدخول عميقًا في ما وراء هذا الانتشار والتأثير لوجدنا أن العامل المشترك بين الحالات كلها هو الكلمة الإعلامية، حين تجتمع الكلمة مع الإعلام تصبح المعادلة واضحة: كلمة+إعلام= انتشار وتأثير.

 

هل هذا في كل الحالات؟ بالطبع لا..

 

لكن علينا معاملة كل حرفٍ يخرج منّا إلى الفضاء الإعلامي كما لو أنه قد انتشر حقًّا، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كان أصحاب الكلمات قبل انتشارها واعين ومدركين لمدى التأثير الذي ستُحدِثه تلك الكلمات؟ سنراهم يشتركون في النفي.. لم يتوقّع أحدٌ منهم هذا الانتشار الضخم لمقطعه أو تغريدته، سواءً كان ذا محتوى عميق أو تافهٍ أو ساخرٍ أو فلسفي أو اجتماعي أو غير ذلك..

 

 

بيوت تُعمّر أو تُهدم، أبوابٌ تفتح أو تغلق، أرزاق تُمنَح أو تُسلب، أفكارٌ توقَد أو تُطفأ، عن طريق تلك البوابة.. فتخيّل! من أماكننا في منازلنا أو مكاتبنا، أو أيٍّ كان.. نملك القوة الفعلية لصنع الكثير.

 

 

على المستوى المهني:
وظائف كثيرة وفرص عديدة لم تتوفّر إلا لمن يتصدر في حساباته الشخصية معرّفًا نفسه بطريقة ذكية، ليكون حسابه هو سيرته الذاتية الفعلية لا النظرية، عبر بثه أهم المعلومات وإبرازه لنفسه وقدراته بذكاء يجعل من العروض الوظيفية تنهال عليه الواحدة تلو الأخرى، فتراه يعدّ برنامجًا فعليًّا لصنع محتوى مخصص ومركّز في مجاله يفيد فيه متابعيه ويستفيد باستقطاب المهتمين من الشركات والأفراد، فاتحًا لنفسه أبواب فرص جديدة محتوى هادف وعميق ينشره.

 

 

التجاري:
لو اخترنا صفحة في (الإنستغرام) لمتجر إلكترني ناجح، لا شك بأن أول ما سيلفت نظرنا هو الترتيب والتنسيق والإخراج البهي اللافت للمحتوى المنشور، مما يجعل فئة كبيرة من الناس تحب متابعة الحساب، حتى لو لم تخطط للشراء، وزيادة المتابعين تعني زيادة الانتشار، وزيادة الانتشار تعني زيادة احتمال التأثير واستقطاب العملاء..
انتقِ كلماتك برويّة واخترها بدقة حتى ترى انعكاسات مدهشة.

 

 

الاجتماعي:
كم راحلٍ وصلته مئات وربما آلاف الدعوات بعد تغريدة بسيطة انتشرت له -أو عنه- كانت فائدتها للناس عظيمة، وكم من صديق لاقى صديقًا قديمًا عبر الشبكة العنكبوتية، وكم علاقات طيبة بُنيت من هذه المواقع، وكم من شخص ارتفعت قيمته بين الناس بعد أن أصبح مشهورًا في الفضاء الرقمي بجودة المحتوى الذي يقدّمه لمتابعيه، نعم، هذه حقيقة عصرنا الحالي، جزءٌ عظيم من الحياة الاجتماعية الواقعية تؤثر فيه الحياة الاجتماعية الافتراضية.

 

 

تخيّل بأنّك من مكانك يمكنك أن تكون رجلًا بأمّة، سلاحه الكلمة، أن تسخّر ما بين يديك من وسائل التواصل وقدرتك في صناعة المحتوى لإيصال رسالة سامية، أو تعزيز قيمٍ أصيلة، أو الدفاع عن حق مظلوم، أو التذكير بأبواب خيرٍ منسيّة، أو نفع آلاف البشر بمعلومات ثريّة من تخصصك.

 

نملك قوىً خفية تلازمنا دومًا، وربّما نستخدمها باستمرار، لكن ليس بالشكل الذي يليق بقوة تأثيرها..

 

أعد الكرّة هذه المرة بتفكير مختلف، وبقرارٍ واعٍ لما ستُحدِثه هذه الكلمة، فقطرة المطر لا تكسر الصخرة بقوّتها، وإنما بثباتها ودأبها على الاستمرار.